24‏/01‏/2017

مسارات

بعد كتابتي لروايتي الأولى وانتهائي منها لم أنتظر طويلاً حتى فقدت بعض الأقارب والأصدقاء، وجدت بأنّ معظم من تربطهم بي علاقة قد انهو صلاحيتها معي، وأعتقد بأنّ سبب هذا أنّ كلٌ قد وجد دوره بالداخل، نفسه التي تجاهلها. أنا فقط قدمت لهم معروفاً وعرفتهم عليها، ويالخيبة أملهم! بالكاد هناك اثنان فقط تعاملا مع الأمر جيداً، في شبابي لم أستطع الكتابة عنهم حتى لايحدث ما حدث، ولو كتبت حقاً ما يدور بخلدي لفقدت جميع من كانو حولي، اليوم أشعر بالحرية عندما أبدأ في كتابة شيءٍ ما.
 بلا أقارب أو أسرة أدركت أن الأمر برمته مزحة. هربت بعيداً، خططت لهذا منذ أن كنت في عامي الجامعي الأول، وبدأت في جمع المال داخل كيسٍ بلاستيكي تحت خزانتي، كنت أتناول افطاري باكراً ثم أذهب للجامعة وبذلك كنت أوفّر ثمانِ جنيهات يومياً.
تصفحت الانترنت يومياً حتى أصبحت خبيراً في معرفة حسومات تذاكر السفر وأرخص الخطوط الجوية، والتي تكون غالباً في الشتاء كما الآن. مكثت أربعة أشهر غارقاً في تعلم ما يفترض علي مواجهته هناك، حتى حفظت خريطة تلك المدينة ومعالمها كما أعرف غرفتي.
تبقت ثمان أيام فقط على الموعد، خمسة، يومان، لم أستطع النوم الليلة، أفكر في المرحلة القادمة بحماس ورهبة معاً. خرج والداي إلى العمل وكذلك إخوتي، شرعت في توضيب حقيبة الظهر خاصتي وتوجهت إلى المطار، كنت قد اشتريت التذكرة سابقاً، ها أنا الآن أنتظر رحلتي عند الثالثة ظهراً، أفكر مجدداً فيما قد يحدث لاحقاً.
حان الموعد ببطئ، ركبنا الطائرة، هبطنا في المطار الآخر، الحياة القادمة، واستأجرت غرفة. شعورٌ رائع وغريب واستثنائي لم يسبق لي معرفته، تركت كل شيءٍ خلفي - حرفياً، أعتبر نفسي اليوم كائنٌ جديد ومنذ أن وطئت قدماي هذه المدينة.

هناك 4 تعليقات:

أخبرني برأيك