10‏/05‏/2021

عودة للكتابة، أرنبان، وتجربة في العمل




مرحبًا بالجميع....هذه المرة الأولى التي أنشر فيها تدوينة منذ أكثر من 15 شهر، كنت أتمنى العودة مسبقًأ عدة مرات ولكن في كل مرة أخاف أن أكتب كلامًا ساذجًا أو بلا معنى، لكن ليس بعد الآن 😁


نسبة لإنقطاع الكهرباء اليوم - وهذه مشكلة نعاني منها طويلا في السودان - منذ الصباح، وعدم شحني لهاتفي المحمول، شعرت بالملل ووجدت كتاب (أربعون) لأحمد الشقيري في المنزل وقررت قراءته  بعد تجنبي له لسنوات، ظنًا مني أنه ليس مثير للإهتمام، ولكني وجدته عكس توقعاتي.

يتحدث أحمد الشقيري في الكتاب عن خلوته لمدة 40 يومًا في جزيرة صغيرة لحل (كلاكيعه) بعيدًا عن الناس والتكنولوجيا والمشتات بصورة عامة. ويتكون الكتاب من عدة فصول، لكل واحدٍ منها 40 عنوان يحكي فيهم مواقف حياتية خاصة فيها خواطره وأفكاره.

الكتاب شيّق جدًا ومثير للإهتمام، لطالما أحببت كتب السير الذاتية أو الكتب التي يتحدث أصحابها عن تجاربهم الشخصية الحياتية وأفكارهم بكل وضوح.

أنا الآن في الفصل الثاني من الكتاب أي لازلت في بدايته، وأعتقد أنّي سأتحدث عن بعض ما أوقفني أو أثار انتباهي وهذه بعض منها:


"إذا حاولت اصطياد أرنبين في الوقت ذاته فلن تستطيع الإمساك بأي منهما"

في فترة ليست بالبعيدة من الآن كنت أحاول إنجاز أمرين في نفس الوقت، محاولة التطور في مجال مهني جديد ومحاولة جمع أكبر قدر ممكن من المال، وكانت الفترة مليئة بالفرص الواعدة والكثير من التوقعات، وفعلًا ولأول مرة عملت على عدد من المشاريع في وقت واحد، وكانت أكثر من أي وقت مضى، ولمدة أسابيع من العمل استطعت الشعور ببداية تحقيقي لهدفي المالي، وكان شعورًا رائعا وقتها.


أثناء عملي على تلك المشاريع، لم تعجبني جودة أعمالي مطلقًا، وكنت أعدلها كثيرًا حتى أصل لما يرضيني، وللأسف لم يحدث شيء.
طموحي للرضا وللمثالية في المشاريع أخرني في تسليمها، لأيام وأحيانًا لأسابيع ورأيت كيف لهذا الأمر أن يدخلني في مشاكل مع العملاء، وكل يوم أتأخره كان بمثابة يوم سيء ونقطة سوداء تزيد مع كل يوم إضافي، إلى أن توقفت عن العمل.

توقفت عن العمل في هذا المجال حتى لا أخرب على عملائي أعمالهم، ولا أعمل ما لا يرضيني، والحمدلله أن قراري كان في محله، حاولت مرتين الرجوع وعرفت أن الأمر سينتهي بكارثة، لذلك لم أقبل أي طلب بعده.


هذه التجربة جعلتني أفكر بروية في عدة أشياء كنت أمر بها:

1. الأهم في بدايتي لمجال مهني جديد تعلم Workflow جيد يساعدني على اتمام أي مشروع موكل إلي، وليس علي الإستعجال لإكتساب النقود، وليست هدف جيد في بدايتي لمجال مهني جديد.


2. أي شيء / مجال في هذه الحياة ينمو بالإستمرارية - بالنبسة لي، المقياس الجيد للنمو هو جودة الأعمال، وسرعة العمل، وكلما تحسنت الجودة وسرعة عملك على المشاريع زاد دخلك المادي وزادت الفرص، من الصعب معرفة متى يأتيك اتصال من صاحب شركة كبيرة يطلب منك تنفيذ مشروع كبير، أو رسالة من مدير وكالة إبداعية يقول أنه جاء بتوصية من صديق، الأهم في هذه اللحظة أن تكون جاهزًا وقادرًا على العمل.


3. التركيز وراحة البال من أهم ما أملك، ليس علي حقًا تخريب أي منهما لأجل فائدة ما يمكن الحصول عليها بهما.


انتهى. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أخبرني برأيك